من المتوقع أن يشهد عام 2025 قفزة هائلة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، ليصل عدد المستخدمين إلى ما يقارب 378 مليون شخص. هذا النمو المتسارع لا يعكس فقط التطور التكنولوجي الهائل، بل يكشف أيضًا عن خريطة جديدة للقوى العالمية في هذا المجال، حيث تتصدر دول آسيوية والولايات المتحدة المشهد في سباق الهيمنة على مستقبل الذكاء الاصطناعي.
من يتصدر سباق تبني الذكاء الاصطناعي؟
تُظهر الإحصاءات والتحليلات أن قيادة تبني الذكاء الاصطناعي تتوزع بين جبهتين رئيسيتين: الاستثمار في التقنية والتطبيق الفعلي في قطاع الأعمال.
على صعيد الاستثمار والبحث والتطوير، تواصل الولايات المتحدة والصين هيمنتهما بلا منازع. تستثمر كلتا الدولتين مليارات الدولارات في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة والبنية التحتية اللازمة، مما يجعلهما اللاعبين الرئيسيين في تحديد مسار هذه التقنية. وتأتي دول مثل المملكة المتحدة والهند وكندا في مراتب تالية بفارق كبير.
أما على صعيد التطبيق الفعلي للذكاء الاصطناعي في بيئة العمل، فتتصدر دول آسيوية القائمة بشكل لافت. وتأتي الهند في المقدمة، تليها الإمارات العربية المتحدة وسنغافورة. يُعزى هذا التفوق إلى السياسات الحكومية الداعمة للتحول الرقمي، بالإضافة إلى وجود قوة عاملة شابة ومتقبلة للتكنولوجيا الحديثة. وفي أوروبا، تبرز الدانمارك والسويد وبلجيكا كأكثر الدول تطبيقًا للذكاء الاصطناعي في شركاتها.
ما هي التطبيقات التي تقود هذا النمو؟
يعود الفضل في هذا الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي إلى مجموعة من التطبيقات والمنصات التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الملايين اليومية والمهنية. ومن أبرز هذه التطبيقات:
روبوتات المحادثة والمساعدات الذكية: يأتي في مقدمتها ChatGPT من شركة OpenAI، وcopyright من جوجل، وCopilot من مايكروسوفت. لقد أحدثت هذه الأدوات ثورة في كيفية الحصول على المعلومات، وإنشاء المحتوى، وحتى كتابة الأكواد البرمجية.
توليد الصور والفيديو: منصات مثل Midjourney وDALL-E three تتيح للمستخدمين تحويل الأوصاف النصية إلى صور فنية مذهلة، مما يفتح آفاقًا جديدة في مجالات التصميم والإعلان.
أدوات الإنتاجية في العمل: تطبيقات متخصصة في تلخيص الاجتماعات، وتنظيم المهام، وتحليل البيانات أصبحت شائعة بشكل متزايد في بيئات العمل، مما يساهم في زيادة الكفاءة وتوفير الوقت.
من هم مستخدمو الذكاء الاصطناعي؟
تشير البيانات الديموغرافية إلى أن جيل الألفية (Millennials) والجيل زد (Gen Z) هم القوة الدافعة وراء هذا التبني الواسع للذكاء الاصطناعي. فهم يشكلون النسبة الأكبر من المستخدمين، ويعتبرون الأكثر انفتاحًا على دمج هذه الأدوات في مختلف جوانب حياتهم.
كما تظهر الإحصاءات المتعلقة بمنصات معينة مثل ChatGPT تباينًا في التوزيع بين الجنسين، على الرغم من أن الفجوة بدأت تتقلص مع مرور الوقت. ومن الملاحظ أيضًا النمو السريع في تبني هذه التقنيات في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مما يشير إلى بداية انتشار أكثر ديمقراطية للذكاء الاصطناعي.
في الختام، التحليلات يُعد عام 2025 محطة مفصلية في تاريخ الذكاء الاصطناعي، حيث ينتقل من كونه تقنية متخصصة إلى أداة عالمية في متناول مئات الملايين. والمنافسة الشرسة بين الدول والشركات لا تقتصر على تطوير التقنية فحسب، بل تمتد لتشمل من سيتمكن من دمجها بشكل أكثر فعالية في اقتصاده ومجتمعه.